حتى لو كان تخصصك بعيداً عن مجال العلوم أو الفيزياء فمَن منّا لم يسمع عن النظرية النسبية لأينشتاين؟!
فنسبية أينشتاين كانت خلال القرن الماضي أحد الركائز الأساسية التي بُنيت عليها الفيزياء الحديثة ونظرتنا للكون. ارتكزت هذه النسبية على أساس أن الضوء هو أسرع شيء في الكون ولا يمكن لأي شيء أن يكون أسرع منه، لكن لحظة..
اكتشف العلماء في سويسرا أول أمس أن أحد الجسيمات سارت بالفعل أسرع من الضوء !!
وما المشكلة في ذلك؟
لو كان ما تم اكتشافه صحيحاً فيعني ذلك ببساطة أن بإمكاننا إرسال البيانات للماضي، وأن هذه الجسيمات وصلت لخط النهاية قبل أن تنطلق من البداية أصلاً، أو أنها تحركت في أبعاد أو أكوان أخرى تفوق إدراكنا !!
قد يبدو الأمر “جنوناً” وهي ذاتها الكلمة التي ذكرها العلماء وهم يعلنون اكتشافهم ذاك في مؤتمر صحفي، لكن هذا “الجنون” هو نتائج بحث علمي دقيق استمر لأشهر حتى خرجوا إلينا بهذه النتيجة، وإليكم التفاصيل:
(ملاحظة هامة: إن لم تكن قد قرأت موضوعنا السابق عن تجربة سيرن اضغط هنا لقراءة الموضوع أولاً) قام فريق من علماء سيرن (المنظمة الأوروبية للبحث النووي) بإطلاق شعاع من النيوترونات (جسيمات أولية) بين مركزين للأبحاث تحت الأرض أحدهما في سويسرا والآخر في إيطاليا. تبلغ المسافة بين مركزي الأبحاث 730 كيلومتر وحين قام العلماء بقياس سرعة النيترونات بأجهزة قياس ورصد فائقة الدقة فوجئوا بأنها وصلت أسرع من الضوء!!
تبلغ سرعة الضوء في الفراغ 299,792,458 متر في الثانية وهي السرعة التي يعتبرها العلماء الحد الأقصى للسرعة الكونية (حسب النظرية النسبية الخاصة)، بينما تحركت النيوترينات بسرعة 299,798,454 متر في الثانية، أي أنها تحركت أسرع من الضوء بـ60 على مليار من الثانية !
وهو ما صدم الفيزيائيين والباحثين في تجربة سيرن لأن معنى ذلك هو أن النسبية الخاصة لأينشتاين وكل قوانين الفيزياء الحديثة التي بنيت عليها خاطئة. أي أن نظرتنا للكون بحاجه لإعادة بناء بالكامل! استمر الباحثون في دراسة هذه النتائج منذ أشهر لظنهم أن حساباتهم خاطئة وكل مرة كانوا يصلون لنفس النتيجة، ما اضطرهم لنشر نتيجة تلك الأبحاث التي وصفوها بالجنونية ليدرسها العلماء حول العالم أيضاً على أمل أن يكتشف أحدهم خطأ ما!
الاكتشاف وإن كان له أدلته إلا أن نتائجه مرعبة لأنها تعني أن فهمنا للكون خلال الفترة الماضية كان خاطئاً!
0 التعليقات:
إرسال تعليق